الأربعاء، 16 أبريل 2014

التفاصيل التشريحية و الوظيفية للموت المسيح بالصلب للدكتور/ ترومان دافيس


التفاصيل التشريحية و الوظيفية للموت بالصلب
للدكتور/ترومان دافيس

(( نشر هذا المقال في مجلة الـ"نيو واين" الخاصة بكلية الطب بأريزونا في إبريل 1982 و التي نشرت في مارس 1965 في مجلة تابعة لجمعية أريزونا للطب.))

الإعدام بالصلب طريقة اخترعها الفرس حوالي 300 ق.م و من بعدهم برع الرومان في استخدامها حوالي عام 100 ق.م
1) الموت بالصلب هي أكثر الطرق تعذيباً و ألماً قد اخترعها الإنسان على مدار التاريخ مما جعل الأطباء يطلقون على تلك الآلام الرهيبة مصطلح "excruciating" أي ("آلام الصلب" في الترجمة الحرفية للمصطلح).

2) طريقة الإعدام هذه كانت مخصصة في الأساس كعقاب لأبشع الجرائم التي يرتكبها ذكر الإنسان
و المسيح قد رفض النبيذ ذو التأثير المخدر الذي قدم له بواسطة أحد الجنود الرومان لينفذ لنا وعده المكتوب في إنجيل متى البشير "وَأَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي مِنَ الآنَ لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ هَذَا إِلَى ذَلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ مَعَكُمْ جَدِيداً فِي مَلَكُوتِ أَبِي».

3) المسيح جرد من ملابسه و أقترع عليها الجنود لتتم النبوءة المكتوبة في المزامير "يَقْسِمُونَ ثِيَابِي بَيْنَهُمْ وَعَلَى لِبَاسِي يَقْتَرِعُونَ" (مزامير18:22).

4) صلب المسيح تسبب في موت مرعب مؤلم بطيء ، فبعد أن دقوا المسامير ليصلبوه تسبب هذا بأن جسده قد اتخذ وضعاً تشريحياً يستحيل معه اتزان الجسم.

5) ركبتيه أصبحتا مثنيتين بـ45 درجة و أجبر جسده على أن يحمل وزنه على عضلات الفخذين و تلك العضلات ليست في وضعية صحيحة فلن تستطيع تحمل وزن الجسم إلا لمدة دقائق ينتج عنها تقلص عضلي شديد جداً في عضلات الفخذ و القدم (عضلات السمانة).

6) وزن الجسم محمل على قدميه المخترقتان بالمسمار و بسبب أن عضلات الطرف السفلي أصبحت منهكة جداً فإن الجسم يصبح مضطراً لأن ينقل الوزن لعضلات الطرف العلوي فيرتكز الوزن على المعصمين و الذراعين و الأكتاف.

7) و في خلال دقائق معدودة من الصلب حدث خلع في مفصل الكتف و بعده بفترة وجيزة حدث خلع في مفصلي الكوع و المعصم.

8) و نتيجة لخلع تلك المفاصل فإن طول الذراع بهذا أصبح أكثر بـ9 بوصات (14.5سم) عن الطول الطبيعي للذراع، كما هو موضح على الكفن المقدس.

9) و بهذا فإنه تتحقق النبوة المذكورة في مزمور 22 الآية 14 " كَالْمَاءِ انْسَكَبْتُ. انْفَصَلَتْ كُلُّ عِظَامِي. صَارَ قَلْبِي كَالشَّمْعِ. قَدْ ذَابَ فِي وَسَطِ أَمْعَائِي".

10) و بعد الخلع الذي حدث في مفاصل الأكتاف و الكوع و المعصم فإن ارتكاز وزن الجسم قد انتقل إلى العضلة الأمامية المغلفة للقفص الصدري المسماه بالـ"pectoralis major"

11) قوة الشد الواقعة على القفص الصدري تسببت في أن الضلوع جذبت للأعلى و للخارج في حالة غير طبيعية بتاتاً مما جعل الرئيتين ممتلئتين بالهواء أكثر من اللازم و لأقصى حد ممكن لأي رئة بشرية أن تتحمله و بالتالي فعند إخراج الهواء (الزفير) على المسيح أن يجبر جسده لفعل ذلك

12)و الزفير سيحدث بالضغط على المسامير المغروزة في قدميه ليرفع جسمه و ليجعل القفص الصدري يتحرك للأسفل و للداخل كي يخرج الهواء من رئتيه.

13) و بسبب وضع الصلب الغير طبيعي هذا فإن الرئتين أصبحتا في وضع ثابت يجعلها ممتلئة بالهواء لأقصى درجة ممكنة دائماً و هذا يعني أن الصلب تسبب في كارثة طبية خطيرة

14 و المشكلة تكمن في أنه لكي يخرج الهواء من رئتيه عليه بالضغط على قدميه المخترقة بالمسامير و أن يحرك عضلات الفخذين و ركبتيه الموضوعة في وضع الثني بـ45 درجة كما أن عضلات الأرجل كلها منهكة تماماً و تعاني من آلام تقلص شديدة جداااااااااااا، بالإضافة لذلك فإن وضع انتصاب جسد المسيح على الصليب غير طبيعي من الناحية التشريحية.

15) و بخلاف أفلام هوليوود فإن الضحية في تلك الأفلام يكون نشيط جدا، أما في الحقيقة فإن المصلوب عليه أن يتحرك للأعلى و للأسفل لمسافة 12 بوصة (18سم) لكي يتمكن من التنفس و عدم إبقاء هواء بداخل الرئتين.

16) صعوبة التنفس تلك تتسبب في آلالام صلب شديدة جداً بالإضافة إلى الخوف من الموت بالاختناق.

17) و بمرور الـ6 ساعات على الصليب يفقد جسد المسيح شيئاً فشيئاً غير قادر على تحميل الوزن على الأرجل لأن عضلات الأرجل أصبحت منهكة تماماً.
بالإضافة لهذا يزداد الخلع بمفاصل الرسغ و الكوع و الكتف بالذراعين و يزداد الشد أكثر فأكثر على ضلوع القفص الصدري مما يجعل التنفس أكثر صعوبة و في خلال دقائق يعاني المسيح إزدياد ضيق التنفس.

18) التحرك لأعلى و لأسفل على الصليب يتسبب في إحداث مزيد من الألم في الأقدام و المفاصل المخلوعة.

19) الحركة تصبح أقل فأقل و لكن الخوف من الموت الفوري خنقاً تجبره على بذل قصارى جهده ليتنفس.

20) و في الذراعين يعاني من ألم ناري شديد ناتج عن تمزق العصب الأوسط المغذي لعضلات اليد.

21) في هذا الوقت فإن المسيح قد أصبح مغطى بالدم و العرق.

22) الدم هو نتيجة الجلد الذي تسبب تقريباً في قتله أما العرق فهو بسبب الحركات العنيفة اللا إرادية التي يقوم بها جسمه لكي يخرج الهواء من الرئتين.
و في خلال كل هذا فهو مجرد من ملابسه أمام قادة اليهود و الجموع و اللصوص على كلا الجانبين و كلهم يصرخون و يشتمون و يضحكون عليه و أمه تقف و تشاهد هذا

23) فيسيولوجياً فإن جسد المسيح يمر بحوادث كارثية تنهي على حياته.

24) و لأن المسيح لا يستطيع أن يضبط تهوية الرئتين فإنه يعاني من نقص حاد في التهوية.

25) ويعاني أيضاً من انخفاض نسبة الأكسجين في الدم مما يعني أن الجسم بات يفتقر للأكسجين و متعطشاً إليه و يصاحب هذا ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الضار بالجسم.

26) و ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون بالدم تجبر القلب على أن يخفق أسرع ظناً من الجسم أن ذا سيساعده في التخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون و توصيل الأكسجين للأماكن المفتقرة إليه.

27) مركز التنفس بالمخ يبدأ بإرسال إشارات طارئة للرئتين لتتنفس أسرع لإزالة غاز ثاني أكسيد الكربون مما يجعل المسيح يلهث اكثر.

28) أصبحت كل الأفعال المنعكسة الصادرة عن جسده تحتاج إلى أخذ نفس أعمق مما سبق ، و هو يتحرك لا إرادياً لأعلى و لأسفل على الصليب بشكل أسرع ليتمكن من التنفس بالرغم من الآلام المبرحة التي يعاني منها.
بالإضافة لكل ما سبق أصبح جسده يستجيب لا إرادياً بإحداث حركات تلقائية مؤلمة نتيجة هتاف و صراخ الجماهير المحيطة به و الجنود الرومان و السنهدرين (مجلس كهنة و شيوخ اليهود).

29) و مع الوقت ، نتيجة تسمر المسيح على الصليب مع إزدياد إنهاكه أصبح غير قادر على توفير حاجة جسمه من الأسكجين.

30) كلا العاملين (إزدياد نسبة غاز CO2 في الدم Hypercapnia) و ( إنقراض الأكسجين في الدم hypoxia) تسببا في إزدياد معدل ضربات القلب tachycardia .

31) مع إزدياد معدل ضربات القلب أصبح نبضه يصل إلى 220 ضربة في الدقيقة الواحدة و هو أكثر بكثير عن المعدل الطبيعي للإنسان و هو 60 ضربة في الدقيقة

32) لم يشرب المسيح شيئاً منذ 15 ساعة أي منذ الساعة الـ6 مساءً أي منذ يوم الخميس بالإضافة إلى جلده البشع المبرح الذي تسبب تقريباً في قتله.

33) كان ينزف من كل جسمه نتيجة الجلد بالإضافة إلى إكليل الشوك و المسامير في يديه و رجليه و التمزقات التي تعرض لها جسده نتيجة الضربات و سقوطه المتكرر أثناء حمله للصليب و سيره به .

34) كان جسده يعاني من جفاف شديد نتيجة ما فقده من كميات كبيرة من الدم و السوائل و هذا بدوره أدى لانخفاض ضغط الدم بشكل مفزع و سريع.

35) وصل ضغط الدم إلى 80 على 50 و هو أقل من المعدل الطبيعي لإنسان في نفس عمره و هو 120 على 80

36) بهذا كله أصبح جسده يعاني من صدمة من الدرجة الأولى بالإضافة إلى انخفاض حجم الدم hypovolemia و التنفس السريع tachypnea و تسارع و إزدياد ضربات القلب tachycardia و التعرق الغزير hyperhidrosis.

37) بحلول وقت الظهيرة بدأ قلب يسوع بالتوقف التدريجي و الفشل في أداء وظيفته الطبيعية.

38) رئتيه بدأتا بالامتلاء بالماء بدل الهواء فيما يعرف بـpulmonary edema.

39) هذا فقط ادى لإزدياد معدل التنفس الذي أصبح مختل تماماً.

40) بهذا دخل السيد المسيح في فشل تنفسي و قلبي.

41) حينما قال المسيح و هو على الصليب "أنا عطشان" كان ذلك تعبيراً منه عما يعانيه جسده من فقد كمية هائلة من السوائل و تعطشه الشديد لتعويضها.

42) أصبح جسده في حاجة ماسة إلى نقل الدم و البلازما بشكل فوري من خلال أحد أوردته.

43) أصبح غير قادر على التنفس و بدأ يعاني من الاختناق البطئ المؤدي إلى الموت.
44) في تلك المرحلة دخل قلبه في حالة أخرى تعرف بترشح الدماء و تجمعه في الغشاء المغلف للقلب.

45) ذلك الدم المتجمع في هذا الغشاء يؤدي إلى إعاقة حركة القلب و جعله غير قادر على النبض بشكل طبيعي.

46) بسبب عجز القلب على توفير حاجة خلايا أنسجته للأكسجين و التغذية بالإضافة للحالة المتقدمة لترشح و تجمع الدم حوله فإن القلب ينفجر مسبباً الوفاة.

47) و إذا الرومان أن يقتلوا المعلق على الصليب فإنهم يقومون بكسر رجليه مما يؤدي إلى موت الضحية مختنقاً خلال دقائق.

48) بعد الساعة الثالثة ظهراً نطق المسيح كلمته الأخيرة "قد أكمل" ، في تلك اللحظة أسلم الروح و مات.

49) و عندما جاء الجنود الرومان ليكسروا رجليه وجدوه قد مات و لم تكسر غظمة واحدة من عظامه محققاً النبوة المذكروة سابقاً.

50) مات المسيح بعد 6 ساعات بكل ألوان التعذيب الألم التي اخترعت.

51) المسيح مات عنا لذلك الناس العاديين مثلي و مثلك يمكنهم دخول ملكوت السموات.

كل ما يطلبه منك المسيح هو أن تحبه من كل قلبك و بكل قوتك و بكل عقلك
هل يمكنك فعل ذلك لأجله؟

الجمعة، 11 أبريل 2014

الأقباط متحدون - القديس اوغسطينوس .. أبن الدموع

الأقباط متحدون - القديس اوغسطينوس .. أبن الدموع


هو احد ابرز رجال الكنيسة الغربية وهو المفكر اللاهوتي الأكثر تأثيرا في رؤيته للقضايا اللاهوتية وهو أيضا الفيلسوف الذي درس الفلسفة والحكمة ،كان خطيبا مفوها وراعيا عرف كيف يرعي شعبه    الميلاد والنشأه ولد اوغسطينوس في 23 من نوفمبر عام 354 ميلاديه في مدينه طاغست " حاليا سوق اهراس- الجزائر" من أب يدعي باترسيوس وهو رجل من قبائل البربر لكنه تمتع بالجنسية الرومانية ،وثني الديانه، وامه مونيكا  التي قبلت التعاليم المسيحية وعاشت خلال حياتها في محبه عظيمه للرب وظلت تصلي من اجل خلاص ابنها    اوغسطينوس ومعني اسمه الملك وهو طفل الأول للعائلة التي لم يذكر عنها من أبنائها سوي اخ وحيد لأوغسطينوس وأخت نعرف أنها آمنت بالمسيح وصارت فيما بعد رئيسه لأحد الاديره   نشأ اوغسطينوس حياه حافلة ومثيره فرغم نشأته المسيحية فإنه ترك الكنيسة ليتبع الديانة المانوية خاذلا أمه. في شبابه عاش أوغسطين حياة استمتاعية وفي قرطاج كانت له علاقة مع امرأة ستكون خليلته لمدة 15 عاما. خلال هذه الفترة ولدت له خليلته ابنا حمل اسم أديودادتوس   * لقب اوغسطينوس "أبن الدموع" نسبة إلى دموع أمه التي كانت تذرف لمدة عشرين سنة رغبه منها خلال صلاتها لرجوعه إلى ديانته الأولى وهي المسيحية.   دراسته التحق اوغسطينوس بالمدرسة الابتدائية في مدينه "تاغست" وتعلم فيها وعن هذه المرحلة كتب يقول " وضعوني في المدرسه طلبا للعلم ،وكنت غبيا فلم اجد لها نفعا وفضلا عن ذلك، ان تكاسلت ضربوني وكان كبار القوم يعدون أسلوب الضرب اسلوبا ممتازا "    وحين اتم مرحلته التعليمية الأولي أرسله أبوه إلي معهد شهير في مدينه مادورا ليدرس القواعد والبيان ولم تكن هذه الفترة توافق مزاج اوغسطينوس حيث قال أكثر من مره انه اجبر علي ذلك لانها رغبه والده    روما  .. نقطه التحول ما إن وصل اوغسطينوس روما وفيها تقابل مع الأسقف امبرسيوس حتي بدأت حياة أوغسطين بالتحول في ميلانو . من خلال بحثه عن معنى الحياة بدأ يبتعد عن المانوية منذ أن كان في قرطاج، خاصة بعد لقاء مخيب مع أحد أقطابها  وقد استمرت هذه التوجهات في ميلانو إذ ذهبت توجهت أمه إليها لإقناعه باعتناق المسيحية كما كان للقائه بأمبروسيوس، أسقف ميلانو، أثرا كبيرا على هذا التحول. لقد أعجب أوغسطين بشخصية أمبروسيوس وبلاغته وتأثر من مواعظه فقرر ترك المانوية إلا أنه لم يعتنق المسيحية فورا بل جرّب عدة مذاهب وأصبح متحمسا للأفلاطونية المحدثة   توبة اوغسطينوس كان اوغسطينوس يسكن مع صديق له اسمه اليبوس وذات يوم جاءهما صديق اخر يدعي بونتسيانوس الذي سرد له سيره الانبا انطونيوس الكبير فتأثر بها  وقرر اعتناق المسيحية، ترك علم البيان ومنصبه في جامعة ميلانو والدخول في سلك الكهنوت فقام أمبروسيوس بتعميده وتعميد إبنه في عام 387 في ميلانو. عام 388 عاد إلى أفريقيا وقد توفيت أمه وإبنه في طريق العودة تاركين إياه دون عائلة.   أعماله بعد عودته إلى تاغست قام بتأسيس دير.و في عام 391 تمت تسميته كاهنا في إقليم هيبو (اليوم عنابه في الجزائر). أصبح واعظا شهيرا (وقد تم حفظ أكثر من 350 موعظة تنسب إليه يعتقد أنها أصلية) وقد عُرِفت عنه محاربته المانوية التي كان قد اعتنقها في الماضي   في عام 396 تم تعيينه أسقفا مساعدا في هيبو وبقي أسقف هيبو حتى وفاته عام 430. رغم تركه الدير إلا أنه تابع حياته الزاهدة في بيت الأسقفية. الأنظمة الرهبانية التي حددها في ديره أهلته أن يكون شفيع الكهنة. توفي أوغسطين في 18 آب 430 عن عمر يناهز 75 عاما بينما كان الفاندال يحاصرون هيبو. شجع أهل المدينة على مقاومة الفاندال وذلك لإعتناقهم الأريوسية. يُقال أيضا إنه توفي في اللحظات التي كان الوندال يقتحمون أسوار المدينة   إن أوغسطين شخصية مركزية في المسيحية وتاريخ الفكر الغربي على حد السواء، يعتبره المؤرخ توماس كاهيل أول شخص من العصور الوسطى وآخر شخص من العصر الكلاسيكي   أهم مؤلفاته اما عن خدمه التاليف والكتابه والرد علي الهرطقات فقد كتب الكثير من الكتب والمقالات الدفاعيه ليرد بها علي الهرطقات والتعاليم المضلة ومن أشهرها "الآريوسيه"  أما عن كتاباته الاخري فياتي كتاب " الاعترافات" من اهمها ،كما كتب في شرح الكتاب المقدس    وفاته  إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقى 4 أعوام يستعد للرحيل، وفي عام 430 م تنيح وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقف.   أهم اقواله  *يجب تهذيب الخطية بالتحكم فيهـا ولا نـرخى لها الحبل لكى تتحكم هـى فينا   *كل شئ من أمور العالم هو زائل فأسرع وتذكر اسم الله أمام عينيك وكن حريصا فى أن تتوب لأن زمانك فى هذا العالم قليل   المراجع عن السيره الذاتيه للقديس اوغسطينوس عن هيئه الخدمه الروحيه     


شاهد الموضوع الأصلي من الأقباط متحدون في الرابط التالي http://www.copts-united.com/Article.php?I=1867&A=150164

الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

قصة حقيقية .. للبطل ابوسفين


بينما أنا جالس في عيادتي ، إذ بسيدة تدخل حجرة الكشف معها طفلة جميلة عمرها لم يتجاوز 5 شهور ، قالت لي الأم بلهفة : أرجوك يا دكتور سعد أن تطمئني ، أنا شعرت أن ابنتي مارتينا عينها غير طبيعية ، قد تكون هذه مجرد شكوك بسبب قلقي الزائد عليها ، هل نظرها ضعيف ؟ هل تحتاج إلي نظارة مستقبلا ؟

قلت لها : سأطمئنك حالا بعد الكشف ، وبدأت في اختبار نظرها و وجدت إنها لا ترى حتى الضوء ، ثم أجريت لها فحص قاع عين و....
يا للمصيبة ! إنه الورم السرطاني الذي يصيب شبكية العين بالأطفال Retinoblastoma و يؤدي ليس فقط لفقدان البصر بل قد يمتد إلي المخ عن طريق العصب البصري مهددا الحياة وقد ينتشر في الدم لباقي أجزاء الجسم ، إن الأمر في غاية الخطورة و يستدعي استئصال العين بأسرع ما يمكن.

لقد تعودت أن أصارح المرضى بحقيقة الأمر ولكني هنا شعرت إني في مأزق رهيب ، كيف يمكنني أن أبلغ أم بضرورة استئصال عين فلذة كبدها.
قلت لها و أنا متألم : إنها قد تحتاج لعمل عملية سريعة و للتأكد من هذا الأمر ، نأخذ رأي أ. د. أحمد م. ب.

قالت لي بلهفة شديدة : و هل هي عملية مضمونة ؟
هل ستبصر ابنتي ؟ شعرت أن لساني قد انعقد و وقفت الكلمات في حلقي وقلت لها : الله يعمل الخير.

لم تمض أيام حتى جاءت السيدة المعذبة وهي تقول لي في أسى شديد شعرت به في عيونها الحزينة : لقد عرفت الحقيقة كاملة وذهبت لعدة أساتذة وعملت الفحوصات اللازمة ( رنين مغنطيسي وموجات فوق صوتية وأشعة مقطعية ) و قد طلب مني أحد الأساتذة 3 آلاف جنيه للعملية لأنها تحتاج لمهارة خاصة حتى لا يترك أي جزء من الورم يساعد على انتشاره ثانية.

قلت لها في أسى : علينا الامتثال لإرادة الله ، ولكنها أردفت قائلة في حزم شديد وإيمان عجيب : أن أثق في محبة الله لي و سأعود لك قريبا لأقول لك عن نتيجة ما عزمت أن أفعله ، قلت لها : يجب أن تخضع مارتينا للعملية سريعا قبل أن يمتد الورم لباقي أجزاء الجسم.

كان ذلك في 28/ 4/ 2002 و بعد يومين فقط أي في 30 / 4 / 2002 وجدتها أمامي تحمل طفلتها قائلة : أرجوك أن تفحصها ثانية ، فكرت في نفسي : ما أهمية تكرار الفحص وما الذي سيستجد في يومين ؟ ولكني بالطبع لم أملك أن أرفض.

بدأت في فحص العين المصابة وإذا بي أجدها طبيعية تماما ، أصدقكم القول إن شعر رأسي وقف !!
قلت لنفسي لعلها العين الأخرى ، ففحصتها ووجدتها سليمة تماما ، تفرست في وجه السيدة باندهاش شديد ، فوجدتها تضحك بسعادة غامرة ، قلت لها : ماذا حدث ؟
أجابتني : أبو سيفين.

ثم بدأت تحكي قصتها قائلة : لقد دبرت مبلغ الـ3000 جنية بصعوبة شديدة لكني لم أذهب به للطبيب بل ذهبت لكنيسة أبي سيفين بالإسكندرية و طلبت منه بمرارة وألم ولكن بعشم شديد ، قلت له :
( أنت اللي حتعمل العملية لبنتي ) و قدمت له المبلغ كله مقدما و لم أفكر لحظة ماذا سيحدث لو أردت أن أدفع هذا المبلغ للعملية ؟
و عدت وأنا أشعر بسلام عميق ، و في الصباح شعرت أن مارتينا شفيت وأردت أن تكون أول طبيب تفحصها لأنك أول طبيب رأيتها.

لم أصدق نفسي ، ليتمجد اسمك يارب ، إن عصر المعجزات لم ينته وصممت أن أرسلها ثانية لـ أ. د. أحمد م. ب. الذي اتصل بي على الفور ليتأكد من إنها نفـس الطفــلة التـي أرسلتها له و أجريت لها نفس الفحوصات التي سبق أن أجرتها في دار الأشعة بالإسكندرية و أثبتت خلوها من أي ورم.

عظيم أنت يارب الذي تتمجد في قديسيك.


يا امراة عظيم ايمانك ليكن لك كما تريدين فشفيت ابنتها من تلك الساعة ( متى 15 : 28 )